يرجى من القراء الكرام إبداء الرأي حول موضوع هذه القصاصة. تحية إكبار لكل قارئ
إقرأ أيضا: علوم التربية والبيداغوجيا
يختلف الفاعلون والمفكرون التربويون في استعمال تعابير تؤدي معني البيداغوجية. وإني ألاحظ، وأنتم معي من دون شك، أن المترجمين والباحثين في العالم العربي تتحيّر بهم السبل، فيَستخدمون كلمات تناسب السياق الذي يرونه مناسبا لهم، من قبيل: تربية، بيداغوجية، علم التربية، علم أصول التربية/التدريس. وإني، وبدون إطناب، أرى أن التربية هو مفهوم عام لا يشمل التربية المدرسية منها فقط، وإنما يهم كل فعل يقوم به الواحد تجاه الآخر للتأثير في شخصيته ومساعدته على النمو والتكوين لاكتساب ما يسمى ب"الشخصية الأساس". أما علم التربية فهو بالتحديد مرحلة ضمن تطورٍ لاحق لما سيطلق عليه اسم علوم التربية. إنها المرحلة التي بُدئ فيها باستعمال علم النفس على وجه الخصوص لمعالجة بعض الظواهر التعليمية المستعصية التي استدعت تدخله؛ الملاحظ أن الواقع الملموس أبان على عدم كفاية علم النفس في علاج تلك الظواهر التعليمية مما استدعى توسيع مجالات التدخل لتشمل علوم إنسانية أخرى. علم أصول التربية، من جهته، يقصد به المبادئ والأسس التي يجب أن تقوم عليها كل تربية سواء في البيت أو المدرسة أو في كل مؤسسة اجتماعية. لعلّه لا يبتعد كثيرا عن ذاك المعنى العام المعطى للتربية مع حصره فيما هو ضروري وأساسي لنمو شخصية الفرد، وفي هذا يتم الاستناد إلى ما تم ابتكاره في بعض العلوم الإنسانية دون الانتساب إليها. زد على ذلك أن استعمال المترادفتين "علم" و"أصول" مقترنتين يعطيان الانطباع بالرغبة في تبيئ مصطلح البيداغوجية، وهو ما لا أعتقده صحيحا. يبقى مفهوم البيداغوجية، التعبير الذي نرجحه أكثر، فهو مفهوم مأخوذ من أصله اليوناني، كما هو الحال بالنسبة فلسفة، والذي يعني تكليف شخص محدد (ال"بيداغوغ" المرافق للطفل عبر مسالك تكوينية متدرجة بحسب الفئة العمرية وتدرج المكتسبات من حيث الصعوبة) للقيام بوظيفة محددة (مرافقة الطفل إلى حيث تُنقل إليه مكتسبات معرفية وسلوكية) لبلوغ غاية محددة (بلوغ الشخص مرحلة النضج والاكتمال الذهني تحقيقا لمطلب المواطن الصالح). إنه باختصار مرتبط بالتعليم والتدريس وما يحتاجاه من إجراءات تطبيقية لتجاوز معضلات تعوق تكوُّن الفرد داخل إطار علاقاته بالجماعة المدرسية.
إقرأ أيضا
معنى المدرسة