أخر المقالات

حين تفسد ساعات الدعم الجامعة المغربية





«أحيطكم علما أنه سيتم افتتاح حصص للدعم الجامعي لمختلف مواد و وحدات علم الاجتماع ابتداء من الاسدس *الثاني* .مباشرة بعد العطلة الجامعية. المقاعد جد محدودة. حصتين في الأسبوع جميع المواد بثمن *150* درهم شهريا. المكان الداخلة مركز *صوفت* . التسجيل الاتصال بواتساب: ...» [نقلتُ الإعلان كما كتب بالضبط]
هذا الإعلان ليس معلقا على باب مؤسسة، التي لكم الحق في تسميتها تربوية أو تجارية؛ كي يجد له قارئون أكثر اختار الطريقة الأسرع انتشارا والأضمن: الفايسبوك. هذا الاعلان يكشف عن علاقة جديدة بين الجامعة وسوق الشغل: الساعات الإضافية لدعم جميع مواد علم الاجتماع.
ودروس، أو الأصح محاضرات، الجامعة، ليست كدروس التعليم الابتدائي والاعدادي والثانوي. دعم هذه الأخيرة يمكن قبوله، على مضض، لكون المقرر محصور في الزمان والمكان وتشرف عليه الوزارة الوصية إصدارا وبرمجة ومراقبة. دعم دروس الرياضيات أو الفيزياء أو حتى الإعلاميات، خصوصا في مرحلة التهيؤ لامتحان الولوج إلى بعض أصناف المعاهد العليا، يمكن قبوله. لكن دعم المقررات النظرية بالشعب الجامعية، كمسالك الآداب (بلغاته)، أو الاجتماعيات فلا أظن أن أحدا يمكنه تجرع ذلك. أما شعبة الفلسفة وعلم الاجتماع وعلم النفس فهي، لا أظن أن هناك من يعارضني، حقول نظرية و"علمية" بامتياز، يدافع فيها أصحابها عن طروحات تحتاج اجتهاد مرديها، وليس من يتسجل بشعبها فقط لأنه لم يجد ما يفعله بباكالوريته

اقرأوا مقالنا   قراءة في عنوان كتاب  "الدرس الديني وعوائق بناء قيم التسامح"


صحيح أن التطور السريع للتقنية قد غير الكثير من علاقة الطالب(ة) بالتكوين والبحث الجامعي، ما قبل آخرها طلاب يستجدون بحوثا أو تصاميم لبحوث أو لائحة مراجع ...أو ما شيه، تقِهم شر ضنك البحث العلمي، وتمتعهم برفه الكسل المعرفي الذي توفره التقنية. لكن أن يكون الأمر بالصيغة التي تم الإعلان عنها فوقه: دعم جميع مواد علم الاجتماع لجميع الأسلاك، وأكيد في القريب دعم مواد جميع الشعب الفلسفية، فهذا يدفعنا إلى التأكيد أن الذي يخرب، حقا، الفكر الفلسفي جامعيا ومجتمعيا هم بعض المتخرجين من أسلاكها، أو حتى بعض العطارين الذين يقتاتون من دماء الأسر التواقة إلى ضمان مستقبل أبنائهم. الأدهى من كل هذا حين يضع صاحب المركز الناشر للإعلان هذا السؤال " لعيب فينا ام في الجامعة" وينسى أو يجهل بوضع علامة الاستفهام.
نورالدين البودلالي
بواسطة : نورالدين البودلالي
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-